مرحباً بكم في مكتبة الملك فهد الوطنية.
منذ أكثر من ثلاثين عاماً والمكتبة مستمرة في خدمة الباحثين والباحثات؛ كونها الصرح الثقافي الذي يهدف إلى اقتناء الإنتاج الفكري السعودي وتنظيمه وضبطه وتوثيقه والتعريف به، وأتى ذلك من خلال جمع كل ما ينشر داخل المملكة، وما ينشره أبناء المملكة خارجها، وما يعد من الموضوعات الحيوية للمملكة من إنتاج فكري عالمي مثل: جمع كتب التراث والمخطوطات والمصورات النادرة والمطبوعات والوثائق المنتقاة، وبالأخص ما له علاقة بالحضارة العربية والإسلامية.
إن الحديث عن تاريخ مكتبة الملك فهد الوطنية يدفع إلى ذكر صاحب الفضل -بعد الله- في إنشاء المكتبة، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه الذي كان لدعمه ومتابعته ثم اختياره للكفايات العلمية من الرجال في مراحل التخطيط والإنشاء ثم الإدارة الأثر الفاعل فيما وصلت إليه المكتبة من مكانة مرموقة في وقت وجيز.
ففي 6/5/1410هـ صدر قرار مجلس الوزراء رقم 80 بالموافقة على نظام المكتبة الوطنية وهيكلها الإداري باعتبارها هيئة مستقلة ترتبط إدارياً بالديوان الملكي ولها ميزانية مستقلة ومجلس أمناء يتولى رسم سياستها العامة.
ولعل من أهم ما تحقق خلال تاريخ المكتبة صدور نظام الإيداع بالمرسوم الملكي الكريم رقم (26/م) في 7/9/1412هـ الذي تم بموجبه ابتداءً من العام 1414هـ، تسجيل كل ما نشر داخل المملكة من أوعية المعلومات، وتثبيت رقم إيداع ورقم معياري عالمي عليها والحصول على نسخ منها وإيداعها في المكتبة، وقد مكن النظام المكتبة من إصدار (الببليوجرافية الوطنية السعودية) التي تغطي الإنتاج الفكري الوطني الصادر منذ بداية الطباعة في الحجاز عام 1301هـ.
وشهدت مكتبة الملك فهد الوطنية في عام 2014م نقلة نوعية وكمية، تمثلت في مشروع توسعة نطاقها وتطوير شكلها الخارجي لتصبح تحفة معمارية فريدة تتوسط العاصمة الرياض، ومعلماً ثقافياً بارزاً في المملكة العربية السعودية، بمساحة تقدر بـ 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت مساحتها الإجمالية 21 ألف متر مربع، كما تضم المكتبة داخل جنباتها مسرحاً يستوعب قرابة 400 مقعد مجهز بأحدث الأجهزة المرئية والصوتية، الذي صمم بطريقة متميزة ليخدم جميع الأنشطة الثقافية والفعاليات المهمة التي تنظمها المكتبة.
وتتشرف مكتبة الملك فهد الوطنية بتقديم عدداً من الخدمات المتطورة التي تواكب التغيرات السريعة الإلكترونية التي تشهدها الشبكة العنكبوتية على مستوى العالم، وذلك عبر بوابتها الإلكترونية التي يمكن الاستفادة منها من خلال الأجهزة الذكية وأجهزة الحاسب الآلي، ويأتي توفير العديد من الخدمات عبر البوابة تحقيقاً لمتطلبات التعاملات الإلكترونية الحكومية، وسعياً منها في تحقيق الأهداف والخطة الاستراتيجية 2030 ومنها رفع نسبة الخدمات الإلكترونية، وللتسهيل على المستفيدين والمستفيدات إنهاء معاملاتهم في وقتٍ وجيز ودون الحاجة إلى زيارة مبنى المكتبة.
لقد تلقت المكتبة منذ اليوم الأول لتأسيسها الدعم من حكومتنا الرشيدة، ما مكنها من القيام برسالتها الثقافية والعلمية. وهو الأمر الذي يتوافق مع الدور المحوري والجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في الحفاظ على روافد الثقافة السعودية. وإني وزملائي منسوبي المكتبة نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على ما توليه حكومتنا من دعم ورعاية واهتمام بهذه المكتبة.
والله ولي التوفيق،،
الأمين العام المكلف للمكتبة
أ.د. منصور بن عبدالله الزامل